التعامل مع الأطفال مدرسه علمتني الكثير
قد يستغرب البعض كيف لقلوب البراءة تلك أن تعلم ؟؟
على الرغم من قلة التجارب وعشوائية التفكير
إلا أنها علمتني أشياء كثيره وغيرت فيني الكثير
فكما أنها تأثرت فيني أثرت بي .
الصدق
أجل ماعلمني الأطفال هو (الصدق ) حينما تعتذر عيون من تعمد الكذب فهذا اختناق لصدق مؤقت
يستخدم كأحد أساليب الدفاع (المحرمه) أما باقي الأحوال فالصدق عند الأطفال شعار.
كما أنهم يتحرون منك الصدق دائما
فوعودك يجب أن تكون صادقه وبمواقيت دقيقه وإلا فأنت خارج نطاق الموثوق بهم دائما.
أحيانا أُفُاجئ بسؤال .. وأنا أسرد قصه أو موقف تربوي من نسج الخيال ..[حقيقي يا معلمه؟؟]
وكأنهم لا يريدون سماع إلا الصدق دائما .
حتى الصدق في المشاعر , فالطفل عبقري في هذا المجال فهو يعلم من يحبه بصدق ومن يداعبه مجامله او غيره.
قد يقترب منك طفل لا تعرفه في مكان عام لأنك فقط ابتسمت له ابتسامه نابعة من أعماق استلطفت تعابير وجهه .
وقد يعاملك بعض الأطفال معاملة خاصه , وكأن بينك وبينه أسرار
لأنه يشعر بأنه مميز بالنسبة لك عن بقية أقرانه .
فهذا الشعور حتى وأن أخفيته فسيكتشفوه بسهوله .
بالمقابل قد لا تستلطف بعض الأطفال (لدلاله الزائد او عدوانيته مع غيره ... ) مثلا
فسيكتشف ذلك بسهوله فالموضوع حساس جدا عند هؤلاء الأساتذة الصغار .
أساليب أخرى للاعتذار
يصعب علي أحيانا حينما أغضب شخص أو أضايقه أن أقول ( أسفه ) بصريح العباره
فقد أقدم حلوى مصحوبة بابتسامة اعتذار نابعه من الأعماق كفيله بأن ترضي من كان .
كثير ما أكرر للأطفال أن كلمة (أسف) كلمة ضروريه لإرضاء من أخطائنا في حقه !!!
إلا أنني أنا من تعلم منهم أساليب أخرى قد يكون لها تأثير أكبر
خصوصا في تعامل الأطفال مع بعضهم البعض حينما الحظ ذلك دون تدخل .
فكلمة ( أخر مره ) بكل ما تحمله من براءه
تعبر عن اعتذار صادق فهي قرار بعدم العوده للخطأ مجدد واعتراف بأن ما حدث خارج عن الإراده .
التسامح
ولتسامح كذلك درس أسمى في هذه المدرسه .
فحينما يتشاجر أحد هؤلاء الأساتذة فقرار الرجعة يُتخذ بلمح البصر وبكل حب وصفاء يعودون إلى المشاركة في حديث
او لعبه دون أن يعتب أحدهم على الأخر .
وكأنهم أكثر تفهم منا في مجال الانفعالات ,, وخروج الشخص عن سيطرته !!
الحب
بصراحه يصعب علي شرح هذا الدرس فهو من أروع الدروس العملية في هذه المدرسه .
[فما في القلوب سينعكس في العيون ليصل لقلبك] فنظرة واحده كفيلة أن تعطيك درس فالمشاعر.
التأنيب
التأنيب بمفهوم هؤلاء الصغار (قلة ذوق) خصوصا حينما يؤنب طفل أمام أقرانه
فهو سينظر لهم أولاَ قبل أن ينظر لك - او لموضع قدميه في العاده- وكأنه يقول لهم : [ هل سقطت من أعينكم ؟؟]
بصراحه مشهد كهذا يؤلمني كثيراً.
فبينما علماء التربية مختلفين في كون تأنيب الصغير أمام أقرانه سيؤثر سلباً او إيجابا على عملية توجيه السلوك وهناك من يراء أنها تقوي استجابة أمحاء السلوك الخاطئ عند هذا الطفل وتعميم هذه الاستجابة لدى بقية الأطفال ,
فأنا قد علمني هؤلاء الصغار بأنه من أخطر الأساليب على نفسياتهم.
حتى وأن لم يكن أمام الآخرين فالتأنيب بذاته قد يجرح , لنتغاضى قليلاً فالتربية أسمى من كونها مواقف تتراكم
فتجاهل الشخص لموقف خاطئ قد يكون في بعض الأحيان أنحج من أي أسلوب لتأنيب او العقاب .
المشاركة الوجدانية
فهم ماهرين في فهم مشاعر الآخرين وتكوين علاقات معهم والحفاظ عليها
من خلال تلك المشاركات اللطيفه
قد نراقب أحيانا تعابير طفل منسجم مع طفل آخر- يشتكي من موقف ما وهو يبكي – تعكس تلك التعابير عمق المشاركه
وكأنه يشعر بنفس الأسى و أحيانا أكثر لأن الأول عبر عن مشاعره !!
لو عبر هو لكان أهون عليه من تلك المعاناة المكبوته
لكنه بحق سمو بالمشاعر لحد الأرتقاء .
الوطنية
أعتقد أن بعض الراشدين في مجتمعنا بحاجة إلى تصحيح مفهوم الوطنية
أطفالنا قادرين أن يُفهموهم ذلك
أكثر ما يشدني حماس الأطفال لتقديم فقرات عن الوطن (نشيد, قصيده ...)
تشعرني أحيانا أسئلتهم البريئة بالفخر و الاعتزاز كوني سعوديه ( صح السعوديين كلهم مسلمين ؟؟)
الإصرار
علمني التعامل مع الأطفال الإصرار في أداء العمل
مستحيل أن يترك الطفل شيء بيده من غير أن يكمله
أن كان لا يعاني من أي مشاكل نفسيه وكلما زاد إصرار الطفل زاد ذكاءه
لذلك أستحي أحيانا أن أترك عمل بيدي دون أن أتمه .
حب الذات
لا يوجد طفل لا يحب نفسه بل أنهم متمركزون حول ذواتهم في مراحل معينه
أن اردت طفل أن يترك شيء قله له : (هذا الشيء سوف يؤذيك ) !!
أحيانا أخاطب نفسي بهذا المبدأ : لو فعلت هذا الشيء هل سأتضرر ؟
لأنني مغامره جداً فتفكير كهذا أحتاجه بحق تعلمته حديثاً من تعاملي مع الأطفال .
التنفيس
كما هو معروف في علم النفس التنفيس له ثلاث أنواع / التنفيس العادي , المرضي , الإبداعي وهو كتنفيس الشاعر أو الفنان التشكيلي .
تنفيس الأطفال درس من دروس الإبداع حينما يرتقي الطفل بتنفيسه عن كسر كأس أمامه كما يفعل بعض الكبار أحياناً
فقد يبدع لنا بإسقاطات عن حساسيته الشديدة لما يمر عليه من مواقف .
همسه في أذن كل مختص في تعديل السلوك :
الطفل ليس كلب بافلوف أو حمامة سكنر بل مشاعر وأحاسيس مرهفة تحتاج إلى حنان وعطف ورحمه أكثر من أي توجيه .
السبت نوفمبر 07, 2009 4:59 pm